إدارة الميزانية المحددة لشراء السيارة. الكاتب: سمير أنور سكري. خبرة أكثر من 35 عام في عالم السيارات. ان الميزانية المرصودة لشراء ...
إدارة الميزانية المحددة لشراء السيارة.
الكاتب: سمير أنور سكري.
خبرة أكثر من 35 عام في عالم السيارات.
ان الميزانية المرصودة لشراء سيارة بالتأكيد تختلف من شخص لآخر، ولكن هنا سأتطرق في هذا المقال إلى الميزانيات المحدودة، فالهدف هو واحد وهو شراء سيارة، لكن نوعية وموديل السيارة هي التي تختلف باختلاف المبلغ المحدد لشراء السيارة من قبلك. وأعود وأوكد إن إدارة الميزانية المحدودة تقريباً واحدة لا تختلف كثيراً بالمبلغ الصغير أو الأكبر، والموضوع في هذا المقال اتمنى أنه سوف يفيدك كثيراً إذا كنت تنوي شراء سيارة والميزانية المحددة للشراء قليلة.
وهنا يطرح تساؤلات كثيرة، أهمها: هل أشتري السيارة نقداً على مقدار ما معي من مال؟ أو أدفع المال دفعة أولى وأشتري سيارة أحدث أو جديدة وتكون بالأقساط؟
قبل الإجابة على هذا التساؤل والذي فيه آراء كثيرة، يجب أولاً معرفة أن شراء السيارة بحد ذاته ودفع المال فيه بمعظم الحالات ليس استثمار، وإنما هو شراء شيء أساسي ليخدمك، وبالتالي يستهلك، وعند استهلاكه تنقص قيمته، ونقصان القيمة بالسيارات يختلف حسب حالات كثيرة تعتمد على سوق السيارات بالدرجة الأولى، ويختلف من بلد إلى بلد. وهنا يجب أنت أن تجيب على السؤال التالي:
ما هي قدرتك المالية على تحمل نقصان قيمة واستهلاك وصيانة وإصلاح سنوي للسيارة؟
بالإجابة على هذا التساؤل يسهل عليك اختيار نوع السيارة وطريقة شرائها عند قراءة هذه المقالة والمقالات المتفرعة عن هذا الموضوع، وليس ما يتوفر معك في الوقت الحالي. والآن سوف أشرح بشكل عملي ما المقصود بالتحديد من السؤال السابق:
(مثالي التالي والأمثلة اللاحقة سوف تكون على السوق الأردني ويمكن تطبيقه على أي سوق آخر مع الأخذ بالحسبان اختلاف السعر ونوعية السيارات المتوفرة في السوق والسيارات المرغوبة في ذلك السوق).
فمثلاً لو شخص ما (وسنشير له بالحرف (ت)) معه خمسة آلاف دينار وأراد شراء سيارة، وهذا المبلغ هو كل ما يملكه لشراء السيارة، ودخله الشهري ثابت، فأمامه خياران، أما شراء سيارة مستعملة بقيمة هذا المبلغ، وأما دفعه كدفعة أولى لسيارة حديثة أو جديدة.
لنبدأ بمناقشة الخيار الأول، وهو شراء سيارة نقداً بمقدار ما قد تم وضعه لميزانية شراء السيارة وهو خمسة آلاف دينار حسب المثال المطروح هنا، فبالتأكيد حسب أسعار السيارات اليوم هذا المبلغ سوف يضيق الاختيارات، ويجعل هذا الشخص (ت) يبحث عن سيارات قديمة نوعاً، وهي متوفرة بكثرة، فبإمكانه شراء سيارة مرسيدس فاخرة أو بي ام أو أمريكي وغيرها من السيارات الفاخرة وأحجام محركاتها كبيرة، وفيها كامل الإضافات والرفاهيات، لكن تاريخ تصنيعها أكثر من 35 عاماً، وتحتاج إلى مصروف كبير نوعاً ما من البنزين والترخيص السنوي، والصيانة الدورية، وتصليح الأعطال والمتابعة المستمرة، لأن السيارة قديمة وبعض القطع قد لا تكون متوفرة باستمرار بالسعر العادي، فهل دخل الشخص (ت) الشهري يكفي للمصروفات التي طرحت قبل قليل لاقتناء هذه السيارة الفاخرة واستخدامها بشكل يومي. (للتأكيد لا ننسى الإجابة لا تعتمد على مقدار الميزانية الموضوعة لشراء السيارة وإنما على مقدار الدخل الشهري). فإذا كانت إجابة (ت) - لا - فسوف يدخل في خيارات أخرى، وهي سيارة حجم متوسط أو صغير.
خيارات الشخص (ت) لشراء حجم متوسط كبيرة جداً أيضاً بهذا المبلغ وهو خمسة آلاف دينار، فكلما كانت العلامة التجارية للسيارة أقوى كان سنة تصنيع السيارة أقدم، وبالتالي كلما كانت العلامة التجارية للسيارة أضعف كلما كانت السيارة أحدث، وسوف أناقش هذا الموضوع بالتفصيل في مقال منفصل إن شاء الله. لكن ما يهمنا هنا أن هذه السيارات مصروفها متوسط وترخيصها السنوي متوسط، وتكلفة الصيانة متوسطة، ولذا هذه الفئة من السيارات مرغوبة جداً في كل دول العالم. فإذا كان دخل الشخص (ت) الشهري متوسط فهذه الفئة مناسبة له بالتأكيد. فأما إن كان لا تناسبه هذه الفئة فيبقى أمامه فئات السيارات الصغيرة.
فئة السيارات الصغيرة، لها ايجابيات بالتوفير بصرف الوقود، والترخيص السنوي، ولكن تكلفة الصيانة ليس دائماً أنها الأوفر، فالفئة المتوسطة أحياناً كثيرة تكون أوفر بالصيانة والإصلاح، وليس هناك قاعدة ثابتة، ولها سلبيات أيضاً بالمساحة بكل شيء إذا كان استخدامك عائلي، وأيضاً يعتمد على ظروف الشخص الخاصة. وميزات هذه السيارة لصاحب الدخل المنخفض أتوقع انها مناسبة.
وفي نهاية موضوع شراء سيارة قديمة مستعملة، هناك سلبية كبيرة وهي كثرة الأعطال والصيانة، وقد تستهلك ميزانية لا بأس بها من دخل الفرد، وهذا يعتمد على المهارة باختيار السيارة المناسبة، وسوف أتطرق لهذا الموضوع بالتفصيل في مقالة في المستقبل القريب إن شاء الله.
والآن، سوف نعود للخيار الثاني الأساسي لهذه المقالة وهو شراء السيارة بالتقسيط، ودفع الميزانية الموضوعة لشراء السيارة كدفعة أولى، وما هي الإيجابيات والسلبيات.
لنبدأ بالإيجابيات، ان الشخص (ت) سوف يأخذ سيارة حديثة أو جديدة، وبالتالي سوف يشعر بمتعة السيارة الحديثة وإضافاتها، وبالعادة ويفترض أن تكون الإصلاحات فيها قليلة لأن السيارة حديثة، والتكلفة قد تكون صفر إذا كانت السيارة جديدة ومكفولة. ومن الإيجابيات المهمة، انك لن تكون خائف أن تقطعك السيارة بسبب أعطال ميكانيكية أو كهربائية أو ما شابه، وهذه الإيجابية رائعة. ومن الإيجابيات أن السيارة الحديثة والجديدة تكون بالعادة قيادتها أمتع وأسهل بسبب التكنولوجية الحديثة الموجودة في الوقت الحالي والتي هي كثيرة جداً جداً، وتختلف من شركة لشركة ومن سيارة لسيارة.
ومن الإيجابيات أن الشخص (ت) دفع مبلغ خمسة آلاف دينار، وسوف يدفع قيمة الأقساط الشهرية وبالتالي يمكن (ليس أكيد) أن يدخر هذا القسط بثمن السيارة وبعد سنوات من دفع الأقساط سوف يكون معه مبلغ أكبر من الدفعة الأولى المتوفرة الآن (يوجد سلبيات سوف أناقشها في هذه المقالة لاحقاً).
لكن ..... السلبيات ....... فهي أيضاً كثيرة بالنسبة للشخص (ت) الذي قمت في هذه المقالة بوضعه كمثال، فكل ميزانيته الموضوعة لشراء السيارة هي خمسة آلاف دينار، وسوق بيع السيارات سوق كبير جداً وخيارات الشراء متعددة، وطرق التقسيط مختلفة، فأما من الشركات نفسها أو عن طريق البنوك أو شركات متخصصة للإقراض وغيرها....
أهم سلبيات شراء السيارة بالتقسيط:
- أهم سلبية لشراء السيارة بالتقسيط وهي ارتفاع سعر السيارة نتيجة الفوائد.
- خسران قيمة عالية من ثمن السيارة نتيجة الاستعمال والاستهلاك والاقتناء لسنوات طويلة وهي مدة الأقساط.
والآن سوف نتحدث عن حالة المثال هنا وهو الشخص (ت) عندما يريد شراء سيارة حديثة أو جديدة بالأقساط.
سوف يكون أمام الشخص (ت) حيرة كبيرة لأن سوق السيارات فيه خيارات كثيرة جداً، هل يشتري سيارة حديثة مستعملة أو سيارة جديدة لم تستخدم من قبل.
السيارة الحديثة المستخدمة لها ميزات، وأن المشتري لن يخسر كما خسر الشخص الذي أخرجها من وكالة السيارات، فعادة السيارة تفقد جزء من ثمنها بمجرد خروجها من باب وكيل السيارة، ولكنه قد يعاني مشتري السيارة الحديثة المستعملة إذا لم يكن الشخص المالك الأول أو ما بعده على اهتمام كافي بالصيانة بشكل دوري، فيمكن للمشتري (ت) أن يبدأ بتغيير قطع قد استهلكت، وهذه تكلفة إضافية، واحتمال كبير أن السيارة قد انتهت مدة كفالتها، فلذا يجب فحص كل مكونات السيارة بشكل دقيق بمركز فحص جيد ومحترف، وليس مجرد فحص الشصي والفحص المتعارف عليه قديما، فإن هذا لا يصلح للسيارات الحديثة التي هي مليئة بأنظمة حساسة تحتاج لفحص دقيق.
وعندما ينوي الشخص (ت) شراء سيارة جديدة، فإنه بالأغلب وحسب ميزانيته والدفعة الأولى التي لديه سوف يشتري سيارة متوسطة أو صغيرة وهي التي تناسبه، وهنالك سيارات ذات كفاءة وجودة، ولكن للأسف هنالك العديد من السيارات التي بعد استخدامها بفترة تبدأ الأعطال تظهر، وينقص من ثمنها الأصلي جزء كبير من سعرها بمجرد خروجها من الشركة، وهذه الخسارة يمكن أن تكون غير محتملة من الشخص ذو الدخل المحدود بالإضافة إلى فوائد الأقساط.
لذا وفي النهاية، وهذا رأيي الشخصي هو أن الشخص الذي دخله متذبذب وغير ثابت أو ثابت وغير مضمون لفترات طويلة، هي أن يبتعد عن الأقساط قدر الإمكان، وأن يشتري سيارة على قدر المبلغ الذي بحوزته، وإذا كان لابد من التقسيط، فإنه يفضل أن يكون مبلغ بسيط ومن صاحب السيارة الأصلي، لكي لا تزيد عليه فوائد دين، والتي سوف تزيد من خسارته في المستقبل لا سمح الله، ولكن يجب أن يشتري سيارة مالكها الذي قبله مهتم بها، ومعمول لها صيانة بشكل دوري، وأن تكون بحالة جيدة بشكل عام، وسوف أن شاء الله في المستقبل القريب أكتب مقالة حول فحص السيارة، وما هي السيارة الجيدة وما هي السيارة الرديئة التي لا أنصح بشرائها.
متمنياً للجميع التوفيق بإذن الله.
ليست هناك تعليقات